مقالات

السلامي .. أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومسيرة التنمية

يكتب إحتفالاً باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم

السلامي .. أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومسيرة التنمية

بالرغم من الإنجازات التي حققتها المرأة والفتاة في ميادين العلوم، إلا أن الفجوة بين الجنسين مستمرة مع مرور السنين بشكل بارز في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة وتخصصات الرياضيات في كل أنحاء العالم. المرأة والفتاة لهما دور عظيم في ميدان العلوم والتطور والتحديث في هذا الميدان. على الرغم من أن كثيراً ما يوجد تحديد وتحجيم لدور المرأة والفتاة في العلوم، فإن عدد كبير من النساء عززوا الإبداع وقهروا التحديات في كل مجالات العلوم.

دور المرأة والفتاة في العلوم يشمل البحث والإبداع والتطوير في مجالات العلوم، بما في ذلك العلوم الطبيعية والتطبيقية، وكذلك التعليم والتدريب للأجيال الجدد. كما أنها تلعب دوراً هاماً في التوصيل بالعلوم للجمهور وتعزيز أهمية وقيمة العلوم في المجتمع. عبر الحصول على التعليم والتدريب المناسب، وخلق الفرص المناسبة التي تعزز وجود المرأة والفتاة في ميدان العلوم، يمكن للمرأة والفتاة أن تؤدي دوراً فعالاً في تحديث وتطوير هذا الميدان وتعزيز أهميته للجمهور.

يمكن للنساء والفتيات تطوير مجال العلوم بطرق رائعة. ومع الأسف ، تتجنب النساء والفتيات المجالات ذات الصلة بالعلوم بسبب التحيزات والقولبة النمطية الجنسانية القائمة منذ أمد بعيد. لهذا السبب ، وبهدف زيادة الوعي حول قدرات النساء والفتيات في تحقيق إنجازات عظيمة كباحثات ومحللات ومهندسات في مجال العلوم، يحيي العالم 11 فبراير من كل عام “اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم” الذي أقرته الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بتاريخ 22 ديسمبر 2015، ليكون تقديرا لدور النساء والفتيات في ميادين العلوم والتكنولوجيا.

يأتي الاحتفال بهذا اليوم تأكيداً على دور النساء ومساهمتهن في مجالات العلوم المختلفة، وأهمية هذه المشاركة في تطوير المجالات العلمية المختلفة. إنّ تهميش المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ليس وليد اللحظة، بل يشهد التاريخ على ضآلة فرصها في الحصول على تعليم رسمي في مجالات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية. وإن تمكّن بعض النساء من الحصول على فرصة في تعليم رسمي، كانت أبواب الوظائف أو التوظيف الكامل في هذه المجالات تُوصد أمام معظمهن. وقد كافحت أجيال من النساء لتحقيق النجاح في مجالات كانت تُعتَبر حكرًا على الرجال.

تتطلب الجهود الرامية للتصدي إلى مجموعة من أكبر التحديات التي تواجه جدول أعمال التنمية المستدامة، من النهوض بالصحة لمكافحة تغير المناخ، تسخير المواهب كافة، أي إشراك عدد أكبر من النساء في هذه المجالات، فإنّ التنوع في ميدان البحث يسهم في توسيع نطاق الباحثين الموهوبين واستقطاب أفق جديدة بالإضافة إلى تعزيز التميز والإبداع. يعد عاملا العلم والمساواة بين الجنسين من العوامل الأساسية في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة بحلول 2030. وهي الأهداف التي اعتمدها زعماء العالم في 2015. وعلى مدى الـ15 سنة الماضية، عمل المجتمع الدولي متفانياً على إشراك المرأة والفتاة في مجال العلوم. ومع الأسف، لم تزل المرأة والفتاة تُستبعدان من المشاركة الكاملة في ذلك المجال.

وفي الوقت الحاضر، تمثل النساء أقل من 30 في المائة من الباحثين في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لبيانات يونيسكو (2014 – 2016)، فإن زهاء 30 في المائة وحسب من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي.  إن الاعتراف للمرأة بحريتها في اتخاذ القرار الشخصي للاختيار بين أمور لا يكتنفها تحريم شرعي ولا تؤذي الآخرين، يعنى الثقة بها وبقدراتها وفتح الطريق أمام طاقاتها الفكرية لتنطلق وتبدع في مجال العلوم وغيرها من المجالات.

وقد أسهمت ريادة المرأة في مجال البحث والابتكار والتطوير بارتفاع في نسبة النشر العلمي المصنّف بنسبة 91% خلال الثلاث السنوات الماضية، حيث تتميز المرأة في مجالات العلوم المختلفة، مثل العلوم الصحية والطبية، العلوم الأساسية، العلوم الهندسية، والتقنية وعلوم الحاسب.

وقد حظيت المرأة الإماراتية على وجه خاص في ظل دولة الاتحاد باهتمام ورعاية كبيرين، تأتي من أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومسيرة التنمية، وكانت محظوظة باستمرار تلك الرعاية الرشيدة التي أولاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» وتواصلت في ظل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث شهدت السنوات الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً متزايداً ومتنامياً بمختلف قضايا المرأة في كل المجالات والقطاعات، وأصبحت هذه القضايا في مقدمة أولويات السياسات التنموية، بما انعكس هذا الاهتمام جلياً على المستويين الحكومي والأهلي. كما أن الإمارات تبنت منذ تأسيسها نهج تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف مجالات العمل، وواصلت القيادة الرشيدة البناء على هذا النهج إيماناً بقدرة بنات الإمارات على المساهمة الفاعلة في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة وبناء اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار. فدولة الإمارات تعيش اليوم عصراً ذهبياً من التميز والإبداع والابتكار والريادة في العديد من القطاعات، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تستشرف المستقبل وتخطو نحوه بقوة واقتدار مؤمنة بقدرات أبنائها لأنهم ثروتها الحقيقية.

وسجل التاريخ قائمة من التحولات الفارقة في مسيرة المرأة الإمارتية خلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” على مستويات عدة أهمها تنامي تمثيل المرأة في مجلس الوزراء، وحصولها على نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي “البرلمان” وتقدمها في مؤشرات التوازن بين الجنسين عالميا، ومساواة أجرها بالرجال، وتعزيز حضورها في قطاع الأعمال والعلوم، ومشاركتها في أبرز القطاعات الاستراتيجية كالفضاء والطاقة النظيفة وإتاحة المجال أمامها للالتحاق بالخدمة الوطنية بشكل اختياري، وإطلاق جوائز توثق إنجازات المرأة مثل جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات، وإصدار قرار بتعيين أول قاضية في دولة الإمارات، وتعيين أول وكيلتي نيابة للعمل بدائرة القضاء في إمارة أبوظبي.

المستشار الدكتور خالد السلامي

– سفير السلام والنوايا الحسنة

– سفير التنمية

– رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

– رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

– عضو مجلس التطوع الدولي

– أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى