مؤتمرات وندوات

القوة الناعمة وتأثيرها في بنية المجتمع

القوة الناعمة وتأثيرها في بنية المجتمع

تقرير: وفاء ألاجة

شهدت مجلة “نهر الأمل” فعاليات ندوة “القوة الناعمة وتأثيرها فى بنية المجتمع” التى نظمتها لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والإنثربولوجيا بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور هشام عزمى، تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني – وزيرة الثقافة، وبحضور الأستاذ الدكتور مصطفى النشار – مقرر لجنة الفلسفة وعلم الإجتماع والإنثربولوجيا بالمجلس، بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب – جامعة عين شمس.

وتحدث في الندوة الأستاذ الدكتور أنور حامد مغيث – أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة – كلية الآداب – جامعة حلوان وعضو اللجنة، والأستاذة الدكتورة أمل مبروك عبد الحليم – أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة – ورئيس مجلس قسم الدراسات الفلسفية بكلية الآداب – جامعة عين شمس وعضو اللجنة والأستاذ الدكتور حسين على حسن – أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بكلية الآداب – جامعة عين شمس وعضو اللجنة، والأستاذة الدكتورة شادية على قناوي – أستاذ علم الإجتماع بكلية الآداب – جامعة عين شمس، والدكتورة سهير عبد السلام – العميدة السابقة لكلية الأداب بجامعة حلوان وعضو مجلس الشيوخ.

وشهدت الندوة حضور أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب لأنواع القوة الناعمة المتعددة بجامعة عين شمس، والعديد من رجال السياسة والإعلام.

وأشارت الدكتورة أمل مبروك لأنواع القوة الناعمة المتعددة، موضحة أنها تلك القوة القادرة على جذب الآخرين واستمالاتهم لفعل أشياء إما بالجذب والرضا والإغواء أو الإكراه وهي تقابل القوة الصلبة متمثلة في الحروب السياسية أو الإقتصادية وتاريخ البشرية مليئ بالحروب التي كانت هي الرمز الوحيد للقوة المسيطرة، وانشغل الفلاسفة بالقوة الناعمة منذ عهد أفلاطون وأرسطو وابن خلدون، وكذلك فلاسفة عصر النهضة والتنوير، وما بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الحروب الباردة.

وأشار الكاتب السياسي الأمريكي جوزيف نيي عام 2004 والذي كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع في عهد كلينتون بأن القوة الناعمة تعني القدرة على التأثير على سلوك الآخرين للحصول على النتائج المرجوة بعدة وسائل منها الإجبار والتهديد أو الإغواء ومنح الهدايا والجوائز، وتعد السياسة الخارجية والثقافة والقيم السياسية من آليات القوة الناعمة، كما يعد الأدب والفن والإعلام والتعليم من أدوات الثقافة العليا وأنماط الإستهلاك والأزياء من أدوات الثقافة الدنيا، ومن القيم السياسية التي تستخدمها الدول للترويج لأهدافها تشجيع مبادىء حقوق الإنسان وحقوق الطفل وتمكين المرأة وذوي الإحتياجات الخاصة.

ومن أدوات الثقافة اللغة وهي مجموعة من الرموز التي تعبر عن الحياة الثقافية للمجتمعات وهى الطريق الأمثل للتواصل مع الآخرين، كما يعد التعليم العالي ووسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات أدوات للهيمنة على الحياة المعاصرة، ولها دور في تضليل الرأي العام أو إفادته باامعلومات الصادقة، فهي تستخدم الإستمالات العاطفية لوجدان المتلقى، وتعتمد على استخدام عبارات براقة تحظى باحترام المتلقي، كما أصبحت البرامج أداة للضبط الإجتماعي تمارسها طبقات اجتماعية عن طبقات أخرى، وتتسابق وسائل الإعلام على صناعة الحدث والخبر لتؤثر على الواقع وتسيطر على الرأي العام وتحجب ما تريد من معلومات، وتؤكد رأيها بمعلومات مضللة تؤدي للتشكيك في الواقع، ومن هنا نحتاج للقوة الناعمة لأنها تؤدي لتعميق الفكر، فنحن بحاجة إلى تنمية الوعي الإنساني.

وإستعرضت د.سهير عبد السلام عميدة كلية الأداب بجامعة حلوان السابقة وعضو مجلس الشيوخ ورقة بعنوان “القوة الناعمة بين الثقافة والسياسة” مشيرة أن القوة الناعمة كانت حاضرة فى كافة العصور فقديماً كانت رحلات التجارة بين الدول هى إحدى أدوات القوة الناعمة وكذلك البعثات الخارجية وكان الطلاب الذين يتلقون العلوم المختلفة ينقلون ثقافة وحضارة تلك الدول وكان رفاعة الطهطاوى أول من سافر فى تلك البعثات وعاد لينقل بعض من تراث وحضارة الدول الاوروبية وتعد المنظمات والاتفاقات الدولية بمثابة قوى ناعمة ترسم الملامح الانسانية وترعى حقوق الانسان والطفل والمرأة والبيئة وتتبارى كل دولة لتبنى تلك المبادرات لتكون بمثابة تجسيد لصورة الدولة التى تحقق الانسانية بكل صورها .

 

وعقب الحرب العالمية الثانية إنتشرت موسيقى الشباب وملابس وأطعمة الشباب التى ذاع انتشارها حول العالم فى تلك الفترة وكذلك مباريات كأس العالم هى إحدى أدوات القوة الناعمة والسياحة والتراث الثقافى هما أهم ركائز وأدوات القوة الناعمة لنشر حضارات الدول وتعزيز التأثير الثقافى بين الدول.

وأشارت د.شادية قناوى أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس ومندوب مصر الأسبق باليونيسكو مشيرة للدبلوماسية الثقافية كقوى ناعمة واستعرضت الفترة التى تلت الحرب العالمية الثانية مؤكدة أنه فى عام 1945 تم صياغة ميثاق هيئة الأمم المتحدة لبناء القوة الناعمة وتدعيم السلام العالمى وفى 16 نوفمبر1945 بالتحديد تم وضع ميثاق اليونيسكو وانضمت 20 دولة منها 3دول عربية لليونيسكو وهىة منظمة تهتم بالتربية والثقافة والعلوم وحرصت على ضم مجالات الاتصال والاعلام والثورة التكنولوجية وكانت لجنة الإتفاقيات والتوصيات تهدف لمراقبة حالة حقوق الانسان فى التعليم والثقافة والاعلام والعلوم الانسانية والاجتماعية وكلها أدوات يتم إستخدامها للتأثير على الدبلوماسية الثقافية كقوة ناعمة .

وأشارت لطرق استخدام القوة الناعمة خلال حملة ترشح الدكتور فاروق حسنى لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو وكيف أنها قامت بزيارة سفراء مجموعة من الدول الأعضاء باليونيسكو وجمعت موافقات ل6 دول أعضاء فى المجلس التنفيذى للمرشح المصرى لليونيسكو كما عرضته على رئيس اللجنة وسافرت للصين من أجل اتمام ذلك فالعلاقات الثائية تحفز من التقارب بين الدول وكذلك تحث التقارب بين المواقف وشهدت تلك الاجراءات رفض السفيرة الامريكية لترشيح مصرى لهذا المنصب بالرغم من التقارب الفعلى بين كلا من الوزيرة ود.شادية ولكن تمت الانتخابات الأولية وفاز المرشح المصرى ل22 صوت من الجولة الاولى ثم 23 صوت فى الجولة الثانية و24 صوت فى الجولة الثالثة ووصل الأمر لفوز المرشح المصر ب26 صوت ولكن فى الجولة الأخيرة حدثت أمور غير متوقعة وفازت الدولة الأخرى ب31 صوت حصلت مصر على 27 صوت فقط ولكن تلك الأصوات حصلت عليها مصر بالقوة الناعمة ولكن حدث أمر داخلى من مصر برفض المرشح المصرى وهناك دائما مفاجآت فى العلاقات الدولية والدبلوماسية.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى