مقالات

الإعلام الرقمي ..والإعلام الجديد

الإعلام الرقمي ..والإعلام الجديد

بقلم: أ.د/ عبدالكريم عبدالجليل الوزان

ركز العالم في بداية الألفية الثالثة كثيرا على التحول الرقمي أي تجسيد التكنولوجيا المتعلقة بالجانب الرقمي على كل مجريات المجتمع خدمة له ودعما لسوق العمل ونفعا لصنّاع القرار، ومن ذلك موضوعنا الذي يتعلق بالاعلام الرقمي : ويقصد به استخدام الإعلام لأحدث وسائل الاتصال وأكثرها تطورا من قبل القائم بالاتصال بغية تحقيق أهداف المضامين الاتصالية وفق خطاب إعلامي معد مسبقا للحصول على رجع صدى تفاعلي ايجابي سريع .
وهناك الاعلام الرقمي ( الألكتروني ) و ” يعدُّ هذا التخصص من التخصصات الجديدة، وقد طرح في عدد من الجامعات العالمية في أوروبا وأمريكا وفي عدد من الدول العربية وجاء طرح هذا التخصص لحاجة السوق العالمية والعربية والأردنية لخريجين متخصصين في مجال الإعلام الالكتروني بعد أن أصبح الإعلام الالكتروني هو المسيطر على السوق الإعلامية وبعد تحول العديد من الصحف العالمية من صحف ورقية إلى صحف الكترونية وازدياد الإعتماد على الإعلام الألكتروني من قبل محطات التلفزة و المحطات الإذاعية في مختلف دول العالم وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير مسبوقة

(1).أما الإعلام الجديد” فهو مصطلح حديث يتضاد مع الاعلام التقليدي ، كون الاعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة وقادة اعلاميين ، بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته

(2).ومن وسائل الاعلام الجديد الذي يمتاز
بوسائل عالية التقنية ” المحطات التلفزيونية التفاعلية، والتلفزيون الأرضي الرقمي وتلفزيون (الآي بي) وتلفزيون الانترنت والفيديو عند الطلب، والصحافة الألكترونية، ومنتديات الحوار، المدونات، المواقع الشخصية والمؤسساتية والتجارية، ومواقع الشبكات الإجتماعية، الإذاعات الرقمية، وشبكات المجتمع الإفتراضية، والمجموعات البريدية، الهواتف الجوالة التي تنقل الإذاعات الرقمية، البث التلفزيون التفاعلي، مواقع الانترنت، الموسيقى، المتاجرة بالاسهم، الخرائط الرقمية، مجموعات الرسائل النصية والوسائط المتعددة “.
لقد باتت مجالات الحياة تحمل الطابع الألكتروني برمتها فهناك صحف ألكترونية ومواقع ألكترونية وحتى محطات الاذاعة والتلفزيون أصبحت تعمل وفق نظام أكتروني ، بل إن جميع المؤسسات الحكومية والخاصة تعول بشكل كبير على العمل وفق ذلك .
وبلاشك فإن هذا التطور على الرغم من ايجابياته الكبيرة المعروفة لكنه لايخلو من سلبيات بسبب الاستخدام السيء من قبل القائمين بالاتصال وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار مثل ( الفيسبوك ) كالاستغلال والابتزاز والمساومات وتهديد الأمن القومي والطائفية والعنف والكراهية وإثارة النعرات المذهبية وتأجيج الخلافات والعزلة الاجتماعية داخل الأسرة الواحدة والبطالة والتخلي عن وسائل الإعلام التقليدية والتضليل والفبركة الرقمية .
وعلى الرغم من سن قوانين وضعية خاصة بالمطبوعات والنشر والجرائم الألكترونية إلا إنه ينبغي أن تكون هناك مراقبة أسرية ومدرسية وحكومية وتوعية مستمرة بشكل ودي واجتماعي بعيدا عن تضييق الحريات أو الملاحقات البوليسية المبالغ فيها التي قد تدفع الأفراد الى الاساءة أكثر مع الجمهور المستهدف ، وضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية ومحاربة البطالة . كما أرى أن من المفيد جدا تدريس الاعلام في المدارس الثانوية وجعله من المقررات الأساسية من أجل خلق حصانة فكرية وتفاعل ايجابي مع وسائل الإعلام وتدفق العولمة وخاصة للشباب باعتبارهم فئة مستهدفة وطليعة للبلاد في قادم الأيام .

المصادر:

1- الإعلام الرقمي ( الإلكتروني ) ، https://www.asu.edu.jo/ar/Literature/Digital-Media/Pages/Overview.aspx ، 2020
2- اعلام جديد ، ويكيبيديا، 31 أغسطس 2021

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى