المرأه والطفل

حماية الطفل بالمجلس القومي لرعاية الطفولة

فعالية إطلاق الحملة الإعلامية" لتوعية الأطفال في وسائل الاتصال

حماية الطفل بالمجلس القومي لرعاية الطفولة

السادة الكرام
السلام عليكم و رحمة الله

في البدء وإنابة عن جمهورية السودان أود أن أتوجه بالشكر والتقدير للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والشكر موصول لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته العادية الـ39 و للمملكة الاردنية الهاشمية رئيس الدورة 24 للجنة الطفولة العربية و كذلك للمجلس العربي للطفولة و التنمية على ما قدموه من جهد فائق خاصة فيما يلي الحملة الاعلامية لحماية وتوعية الأطفال في وسائل الاتصال المستخدمة للتقنية الحديثة، ويسعدني تمثيل بلادي في إطلاق حملة حماية الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار (انترنت آمن لأطفالنا).

وكما تعلمون أن مخاطر الانترنت على الأطفال منتشرة بشكل متزايد ومنها تنامي صناعة الاباحية الجنسية الالكترونية التي تستهدف الأطفال عبر المواقع الالكترونية المختلفة لشبكة التواصل.

مما يعرض الأطفال في سن مبكرة لمخاطر كبيرة وذلك فى ظل ضعف إدراك الأطفال لخطورة هذه المواقع لعدم اكتمال نضوجهم العقلي و النفسي مما يسهل استدراجهم و التغرير بهم و اغوائهم بهذا يشكل مجتمع المعلومات خطراً كبيراً على الأطفال و لا يمكن تجاهل التقدم و التطور الذي حدث في وسائل الإعلام الحديثة بما في ذلك الانترنت حيث يمتلك أطفال اليوم مهارات متقدمة جداً في استخدام تلك الأجهزة وتؤكد الدراسات الحديثة على خطورة تلك الوسائل على الأطفال الذين يتعرضون من خلالها إلى العنف بشتى أنواعه وإلى مخاطر الاستغلال الجنسي ومشاهدة المواد الإباحية عبر شبكة الانترنت والادمان والتنمر الاسفيرى والاهمال الأكاديمى هذا بجانب أن الفضاء الاسفيرى يمتلئ بالأفلام والألعاب التي تمجد و تدعو إلى العنف، و راح ضحية ذلك العديد من الأطفال من محاولة تطبيق و تقليد ما شاهدوه من مشاهد عنف و شهد السودان حوادث عدة نتيجة محاولة بعض الأطفال التقليد. و من المخاطر الكبيرة، أن بعض من منتجي الاباحية تتخصص في انتاج و ترويج تجارة الجنس الخاصة بالاطفال عن طريق تصوير الاطفال في مشاهد جنسية حقيقية او اختلاق الصور الزائفة لأطفال مفترضين و بث هذه الافلام و تحميلها. عموماً أدى الانفتاح الالكتروني و اطلاع و حيازة الأطفال للمواد الجنسية الاباحية ِ

وكما تعلمون بأن حماية الطفل لا تتحقق إلا بالرعاية و التنشئة و المتابعة اللصيقة و تبني برامج تحول دون تعرض الأطفال للإساءة والإهمال والاستغلال والعنف التي قد يتعرض لها الأطفال في بعض الظروف، و نرى أن حماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي ذات الرسائل السالبة تتطلب جهداً جماعياً من قبلنا و على كافة المستويات المحلية و الاقليمية والدولية.

كما أن تحقيق التنشئة السليمة تعتبر من المبادئ الثقافية والاجتماعية التي تجعل الطفل عضواً فاعلاً و قادراً على الاضطلاع بأدواره الاجتماعية، وتهيئته وفقاً للقيم والمعايير والتوجهات السائدة والمعتقدات المشتركةو ذلك كجزء من الواجبات التي يقع عبئها على المختصين في قيادة الدولة والأجهزة التنفيذية والمجتمع المدني ثم يأتي دور الآباء ومقدمي الرعاية لتكملة اللازم من خطوات في هذا الشأن.

فيما يلي جهود السودان التي تتصل بحماية الأطفال على الإنترنت، فقد بدأ العمل على تجهيز منهج الاستخدام الآمن للأنترنت ليتم إضافته للمنهج التعليمي ضمن مادة الحاسوب بمناهج وزارة التربية و التعليم، وقد شارك السودان في لجان المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات بالقاهرة ببرامج التوعية المخصصة لحماية الأطفال على الإنترنت في المنطقة العربية، وتنفيذاً لتوصيات هذه الاجتماعات اعداد تطبيق ليتم تنزيله بأجهزة الهاتف المحمول يختص باستطلاع الآباء والأمهات عن المشاكل التي يتعرض لها أطفالهم عند استخدام التقنية، مع عدد من مقاطع الفيديو والارشادات و الملصقات عن الاستخدام الآمن للتقنية على موقع التواصل الاجتماعيFacebookوYouTubeوهذه تختص بالاستخدام الآمن للانترنت للأطفال، خاصة أثناء فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا.

و نصت مسودة قانون الطفل 2021 باعتبار اعمال استدراج الأطفال واستغلالهم عبر الشبكة الالكترونية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة في أمور منافية للآداب والنظام العام ولا تتناسب مع أعمارهم أعمالاً مجرمة.

الإخوة و الأخوات الحضور الكرام أن منطقتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة و حرجة في ظل التعقيدات في منطقتنا العربية و أوضاع اقتصادية هشة و عادات وثقافات اجتماعية سالبة و صراعات و نزاعات و تشرد و نزوح، و جميعها تلقي بظلالها على أطفالنا و تؤثر على طفولتهم و مستقبلهم و مستقبل بلادهم،،،

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في اجتماعنا هذا من أجل أطفالنا في كل بلداننا العربية و مواجهة كل الأوضاع والمشكلات التي يواجهونها،،،
والسلام عليكم و رحمة الله

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى