مقالات

دور الإعلام الإلكتروني في التوعية بأهميَّة الأمن المعلوماتى

دور الإعلام الإلكتروني في التوعية بأهميَّة الأمن المعلوماتي وتفاعل الجمهور معه

 دراسة تطبيقية على البنوك المصرية
The role of electronic media in raising awareness on information security importance and audience interaction with it: A practical study on Egyptian banks

بقلم د/ آية طارق عبد الهادي حاصلة على دكتوراه – قسم الإذاعة والتليفزيون -كلية الإعلام – جامعة القاهرة

وأ/ منار علي محمد أحمد
باحثة دكتوراه قسم الاذاعه والتليفزيون – كلية الاعلام – جامعة القاهرة

 

لقد حدثت في الأونة الأخيرة بعض من مُهددات الأمن المعلوماتى لعملاء أحد البنوك المصرية وهي هجوم التضليل حيث قام أشخاص مجهولين بالتواصل هاتفيًا مع عملاء أحد البنوك المصرية وادعوا طلب تحديث بياناتهم لدى البنك، وتحصلوا بذلك منهم على رموز أمان خدمة التحويل البنكي، وأكواد تفعيل الإنترنت البنكي، والتي تحصلوا من خلالها على بياناتهم الشخصية المُسجلة بالبنك وأرقام حساباتهم، وتمكنوا بذلك من سرقة مبلغ مليونين وسبعمائة وعشرة آلاف جنيه مصري، ومن هنا بدأت البنوك المصرية سواء (الحكومية أو الخاصة) بتحذيز عملائهم واستخدام كافة الوسائل والتي تتمثل في (إرسال رسائل نصية للعملائهم، وضع منشورات تحذيرية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم) لتوعية عملائهم بأهميَّة الحفاط على المعلومات الخاصة بأرقام حساباتهم الشخصية، ومن هنا تبلورت مُشْكِلَةُ الدِرَاسَةِ فِي “الحاجة إلى دِرَاسَةِ الدور الذي قام به الإعلام الإلكتروني الخاص بالبنوك المصرية في توعية الجمهور بأهميَّة الأمن المعلوماتي، ومدى تفاعل الجمهور معه”.

ولذلك هدفت الدراسة إلى تحقيق هدف رئيسي وهو “الكشف عن الدور الذي قام به الإعلام الإلكتروني الخاص بالبنوك المصرية في توعية الجمهور بأهميَّة الأمن المعلوماتي، ومدى تفاعل الجمهور معه”، وقد انبثق من هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية وهي (رصد وتحليل المنشورات التحذيرية التي قامت البنوك المصرية بنشرها على صفحات الفيسبوك الخاص بهم من حيث (الشكل، والمضمون)، وتحديد مُستوى تفاعل الجمهور المُتابع عليها/ الكشف عن مضمون تعليقات الجمهور على المنشورات التحذيرية الموجود على صفحات الفيسبوك الخاصة بالبنوك المصرية ومدى ارتباطها بموضوع المنشور واتجاهات هذه التعليقات، ومعرفة مضمون ردود الأدمن على هذه التعليقات)، وتُعد هذه الدِرَاسَةِ من الدِّرَاسَاتُ الوصفية، ولهذا تستند إلى منهج المسح الوصفي Descriptive Survey، قد استعانت الباحثتين بصحيفة تحليل المضمون وذلك لجمع بيانات الدِرَاسَةِ من عينة عمدية من المنشورات التحذيرية الموجودة على صفحة الفيسبوك لكلًا من (صفحة بنك مصر Banque Misr، صفحة البنك الأهلي المصري NBE، صفحة البنك التجاري الدولي CIB Egypt، صفحة بنك قطر الوطني الأهلى QNB Group).

ولقد تم اختيار هذه العينة لأن صفحة الفيسبوك لكلًا من (صفحة بنك مصر Banque Misr، صفحة البنك الأهلي المصري NBE) تُعد كممثلي للبنوك المصرية الحكومية، أما صفحة الفيسبوك لكلًا من (صفحة البنك التجاري الدولي CIB Egypt، صفحة بنك قطر الوطني الأهلى QNB Group) كممثلي للبنوك المصرية الخاصة، وقد استندت الدراسة في إطارها النظري على كلًا من: أولًا: نظرية المجال العام public sphere وتستفيد الدِرَاسَةِ الحالية من هذه النظرية في التعرف على دور الإعلام الالكترونى للبنوك كأداة لتوعية الجمهور بأهميَّة الأمن المعلوماتى، بالإضافة إلى قراءة مستوى النقاش والتفاعل بين الجمهور والإعلام الإلكترونى لتلك البنوك، وتفسير نتائج الدِرَاسَةِ في ظل هذه النظرية، وذلك نظراً للسمات التفاعلية التى تتسم بها مواقع التواصل الاجتماعى فى خلق المجال العام للجمهور فى حرية إبداء أرائهم تجاه الموضوعات التى تنشرها تلك البنوك على صفحات الفيسبوك الخاصة بها، ثانيًا: نظرية المسئولية الاجتماعية وتستفيد الدِرَاسَةِ الحالية من هذه النظرية في تحديد المسئولية التي تقع على عاتق البنوك المصرية في توعية الجمهور بأهمية الأمن المعلوماتي الخاص بهم عن طريق إعلامهم الإلكتروني.

وتمثلت أهم نتائج الدراسة في: (أن حملة الحفاظ على سرية البيانات الشخصية والبنكية للعملاء هي السائدة في موضوعات المنشورات التحذيرية الخاصة بصفحات الفيسبوك التابعة للبنوك المصرية (محل الدِرَاسَةِ) بنسبة (75%)، أما عن حملة التوعية بأنواع الاحتيال البنكي فقد بلغت نسبتها (58.3%)، وأن معظم التعليقات (التي تم تحليلها) وتوجد على المنشورات التحذيرية الموجودة على صفحات الفيسبوك التابعة للبنوك المصرية (محل الدِرَاسَةِ) لا ترتبط بموضوعات المنشورات التحذيرية حيث ظهرت بنسبة (57.5%)، وأن أغلبية مضمون التعليقات على المنشورات التحذيرية الموجودة على صفحات الفيسبوك التابعة للبنوك المصرية (محل الدِرَاسَةِ) كانت استفسار العملاء بنسبة (43.6%)، وأن مضمون التعليقات الذى كان عبارة عن إلقاء الاتهام على البنك ظهر بنسبة (8%)، حيث تمثلت الإتهامات على البنك فى إلقاء كشوف الحسابات فى مداخل العمارات دون تسليمها باليد للعميل مما يسهل على المُحتالين عمليه النصب من خلال ارقام وبيانات تلك الحسابات بالأضافة إلى إتهام موظفى البنوك بعمليات الاحتيال والنصب على عملائهم وتستر البنوك عليهم، وأن أغلبية ردود الأدمن للتعليقات على المنشورات التحذيرية الموجودة على صفحات الفيسبوك التابعة للبنوك المصرية (محل الدِرَاسَةِ) كانت إجابة سؤال بنسبة (44.7%))، وتمثلت مقترحات واستناجات الدِرَاسَةِ: (أنه كما يوجد مسئولية على البنوك بتوعية الجمهور بأهمية الأمن المعلوماتي الخاص بهم، يوجد أيضًا مسئولية تقع على الأفراد فيجب على كل شخص أن يحافظ على بياناته السرية الخاصة سواء بحساباته البنكية أو خاصة بأي شئ يتعلق بمعلوماته الشخصية التي من الممكن أن تُستخدم ضدده/ يجب على البنوك المصرية دراسة وتوقع أشكال النصب والقرصنة الحديثة سواء على أنظمتهم وعلى حسابات عملائهم، بالإضافة إلى توعية العملاء بهذه الأشكال المبتكرة والمتجددة للاحتيال وكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات/ يجب على البنوك المصرية سماع طلب العملاء بشأن تخفيض مصروفات إيقاف خدمة ارسال كشوفات الحسابات، حيث لا يعقل أن مصاريف إيقاف خدمة تكون أعلي من تشغيلها، وسماع اقتراحات العملاء أيضًا بشأن إلغاء كافة المعاملات الورقية واستبدالها بالمعاملات الإلكترونية على سبيل المثال (إلغاء إرسال كشوف الحسابات الورقية وإستبدالها بارسالها عن طريق الايميلات)).

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى